كتب سمير الوافي وتظن أنك قوي ... وأنك تحملت بما فيه الكفاية حتى صرت عصيا على الأحزان... إلى أن يهزمك رحيل فجئي لصديق طفولتك ... ويفضح رحيله هشاشتك وضعفك ... وتنهار وأنت تتذكر كل تفاصيل طفولتك معه لم أكن قادرا على حضور جنازة منذ وفاة أبي رحمه الله.
أصابتني فوبيا الوداع منذ فقدت والدي... رحل أعزاء وأحباب لم أشيعهم ولم أودعهم... لكنني اليوم دون أن أشعر تحاملت على نفسي وذهبت لوداع صديق طفولتي ... قطعت عشرات الكيلومترات هائما حتى وصلت ...
حرصا على توديعه... على أن أكون بجانبه وهو في إتجاه مثواه الأخير هي أول جنازة أحضرها بعد وفاة الوالد... لطالما حملني صديقي على كتفيه في الحياة ... فحملته على كتفي وهو مسجى في لحظات الوداع الرهيب ... لم يكن يومي عاديا ... ولم تكن غيومه مجرد صدفة....
ولم يكن مزاجي يسمح بأكثر من توديع صديقي ... ثم النوم يوما كاملا لأنسى ... لأتخفف ... لأصمد.